📁 آخر الأخبار

أبو حامد الغزالي والفلسفة

فكر حجة الإسلام الغزالي:

يعتبر الغزالي شخصية تلقت تربية صوفية من الصغر لأن أباه أوكل تربيته إلى رجل صوفي تكفل رعايته حتى بلغ الرشد، لكن الغزالي عندما يتحدث عن مساره الفكري يصور لنا أن التصوف كان نتيجة رحلة الشك المنهجي الهدف منها هو تحصيل اليقين وقد حقق ذلك بفعل مطالعة كتب الصوفية وممارسة مسلكهم من خىل خوض التجربة الصوفية بالزهد والعزلة والخلوة ومجاهدة النفس.
نحن من جهتنا نعتبر أن الرحلة الشكية التي اختصرها في كتابه المنقذ من الضلال هي خطة تبريرية من أجل حل إشكالات ذات طابع إيديولوجي ويظهر الهدف الإيديولوجي من خلال تسوية حساباته مع خصوم مذهبه الأشعري وهم الإسماعيليون والفلاسفة الإلهيين والذين يمثلهم الفارابي وابن سينا، فحتى تهجمه على الفلاسفة يخفي تسوية حساباته مع الاتجاه الباطني الذي يعتمد على الفلسفة في مذهبه الكلامي.
إذا أردنا أن نشخص الغزالي من حيث توجهه الفكري يمكن اعتباره متكلما بامتياز فهو يمثل إيديولوجيا السلطة السلجوقية بحكم تعيينه أستاذا للعلوم الدينية في مدارس النظامية وهي المدارس الرسمية للسلطة السلجوقية في بغداد حيث يتم تعليم الفقه الشافعي وعلم الكلام الأشعري، فهم النظام العقدي الرسمي للمدارس النظامية، والغزالي كان حجة الإسلام في هذه المنضومة التعليمية.
فالغزالي الذي تهجم على الفلاسفة كان المتكلم بامتياز ولم يلتزم المنهج البرهاني في الرد عليهم.

منهج الغزالي:

في كتابه المنقذ من الضلال يكشف الغزالي عن رغبته في الوصول إلى اليقين مهما وقع التشكيك، واعتبر أن العلم اليقيني الذي ينبغي تحصيله هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم، فهو يقول: " فإني إذا علمت أن العشرة أكثر من الثلاثة، فلو قال لي قائل: لا بل الثلاثة أكثر من العشرة بدليل أني أقلب هذه العصا ثعبانا، وقلبها، وشاهدت ذلك منه.. لم أشك بسببه في معرفتي، ولم يحصل لي منه إلآ التعجب من كيفية قدرته عليه، فأما الشك فيما علمته.. فلا.
وبعد الشك في التقليديات بدأ يتفحص المحسوسات والضروريات فانتهى به طول التشكيك إلى عدم الأمان بالمحسوسات، ولم يبق له سوى العقليات التي هي من الأوليات، مثل البديهيات كاستحالة اجتماع النقيضين كثل استحالة أن يكون الحادث قديما أو الموجود معدوما. وقال ما دامت الثقة بالمحسوسات ارتفعت بحاكم العقل فلم لا يمكن للثقة بالعقل أن تزول إذا ظهر ما يكذبها مثل ما حدث مع الحس، ويعطي دليلا من خلال ما يشلهده الصوفية في أحوالهم التي لا تتوافق مع هذه المعقولات، ويستشهد بالحديث النبوي الذي يقول: الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا" في إشارة لعل أن حال المعقولات كحال الدنيا التي هي بمثابة النوم بمقارنتها بأحوال الآخرة، ولما لم يجد الدليل الذي يذهب عنه هذه التشكيكات أصابه داء بسبب تورطه في حال يشبه السفسطة لكنه بعد ذلك ارتفع عنه هذا المرض وعادت نفسه إلى الصحة ورجعت إليه الثقة في الضروريات العقلية ورجع إليه يقينه لا بنظم دليل وترتيب كلام بل بنور قذفه الله تعالى في صدره وهذ ا النور من الجود الإلهي.
وبعد انكشاف غمته شرع في طلب الحق وحصر أهل الطلب في أربعة طوائف وهم:
المتكلمون: وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر.
والباطنية: وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم من خلال الاقتباس من الإمام المعصوم.
والفلاسفة: وهم يزعمون أنهم أهل المنطق والبرهان.
والصوفية: وهم يدعون أنهم خواص حضرة الربوبية وأهل المشاهدة والمكاشفة.
ابتدأ أبو حامد الغزالي طريق طلب الحق مع علم الكلام لكنه لم يجده وافيا بطلبه هو من خلال الكشف عن حيرته رغم أن علم الكلام واف في مقصوده من خلال حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها عن تشويش أهل البدعة، لكن علم الكلام لا ينطلق من البديهيات بل من المسلمات ثم إن منهج المتكلم يتمثل في استخراج مناقضات الخصوم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم وهذا الذي لا ينفع من لا يسلم بالضروريات، فلذلك أقلع عنه الغزالي. فقال :" فلم يكن الكلام في حقي كافيا ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا."
بعد اليأس من علم الكلام بدأ الغزالي بالاشتغال بالفلسفة وهدفه هو نفسه الهدف أي الكشف عن الحيرة والوصول إلى اليقين، فدرس كتب الفلسفة لمدة شارفت على ثلاث سنوات فوجد الفلاسفة على مذاهب في علاقتهم بالحق قربا وبعدا، وهم الدهريون الذين جحدوا الصانع، والطبيعيون الذين جحدوا المعاد، ثم الإلهيون منهم سقراط وأفلاطون وأرسطو وتبعه من الفلاسفة الإسلاميين الفارابي وابن سينا.
خلاصة موقف الغزالي من الفلسفة أنه في فلسفتهم ثلاثة أقسام، قسم يجب التكفير به وقسم يجب التبديع به وقسم لا يجب إنكاره أصلا. ونتيجة مطالعته لكتب الفلسفة انتهى أفى هذا الحكم: " علمت أن ذلك أيضا غير واف بكمال الغرض، وأن العقل ليس مستقلا بالإحاطة بجميع المطالب، ولا كاشفا للغطاء عن جميع المعضلات".
عرج الغزالي على التعليمية خصوصا إخوان الصفا واعتبر مؤلفاتهم من حشو الفلسفة، وكان حكمه في التعليمية أنه ليس معهم شيء من الشفاء الروحي المنجيّ، فقد وافقهم في الحاجة إلى التعليم لكنه خالفهم في المتعلم منه المعصوم كونه غائبا وأن التعليمية مزجت علومها بعلوم فيثاغورس، ختام درس الغزالي للتعليمية أن دعا إلى هجرهم وإقالتهم.
ثم لجأ الغزالي إلى الفئة الرابعة من طلاب الحق وهم الصوفية: " ثم إني لما فرغت من هذه العلوم.. أقبلت بهمتي على طريق الصوفية، وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل، وكان حاصل علمهم قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بها لإلى تخلية القلب عن غير الله، وتحليته بذكر الله".
لما طالع كتبهم وجد أن علمهم لا يتوصل إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات فبدأ سبيل مجاهدة النفس من خلال هجر وظيفة التعليم والابتعاد عن الشهرة والاشتغال : "بالعزلة والخلوة، والرياضة والمجاهدة، اشتغالا بتزكية النفس وتهذيب الأخلاق وتصفية القلب لذكر الله تعالى، كما كنت حصلته من كتب الصوفية، فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق أصعد منارة المسجد طول النهار، وأغلق بابها على نفسي..."
داوم الغزالي هذه السلوكات مدة عشر سنين وانكشفت له أثنلء هذه الخلوات أمور ى يمكن ‘حصاؤها واستقصاؤها.. وعلم الغزالي يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة فهم كما يقول : "لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إلى ذلك سبيلا، فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.

تكفير الغزالي للفلاسفة:

في كتابه مقاصد الفلاسفة، أحصى الغزالي 20 مسألة، كفرهم في ثلاث منها وبدعهم في 17 منها/

أ- مسألة قدم العالم: 

يقول الفلاسفة أن العالم قديم وتقدم البارئ تعالى على العالم هو بالذات والرتبة والعيلة لا بالزمان، لأنه يستحيل صدور حادث عن قديم بلا واسطة لأن هذا بمثابة خرق لمبدأ الفيض الذي يجعل المعلول من جنس علته. وقد احتج الفلاسفة بأن حدوث العالم يفترض مرجحا لإيجاد العالم في وقت دون آخر، وبالتالي يفترض حدوث أمر في مستوى الذات بمعنى تكون الذات محلا للحوادث. أما رد الغزالي فهو بالاعتقاد أن الإرادة الإلهية قديمة وأن هذه الإرادة القديمة اقتضت أن يوجد العالم في الوقت الذي وجد فيه، وفق مبدإ الإختيار الحر، وهذا فعل من الإرادة ذاتها لا من خارجها.
وينتقد الفلاسفة في قولهم بقدم المادة التي منها العالم كون المادة محض استعداد وليست شيئا حتى ننعته بالقدم.

ب- مسألة علم الله بالجزئيات: 

ينكر الفلاسفة علم الله بالجزئيات، فالله عندهم لا يعلم الجزئيات إلا بنحو كلي، بينما العلم بالجزئيات يوجب تغيرا في الذات وتعددا بحكم تعدد المعلومات كونها جزئية. وبحكم أن العلم تابع للمعلوم ومادام المعلوم متغيرا فالعالم به يلزمه تغيرا وتعددا في ذاته بينما الحق تعالى وجوده ثابت وتام.
ورد الغزالي عليهم " إن العلم ليس بإضافة إلى ذات العالم، فإذا تغيرت هذه الإضافة ام تتغير الذات، فمثلا الإنسان تتكثر معلوماته وتتغير ومع ذلك فإن ذاته ى تتغير ولا تتعدد، فكيف يصدق التغير والتعدد على الله بينما لا يصدق على الإنسان."
وكذلك كيف يقول الفلاسفة بقدم العالم ويجيزون التغير فيه بينما ى يجيزون التغير في علم الله القديم الأزلي."

جـ- مسألة حشر الأجساد: 

قال الفلاسفة بخلود النفس وبقائها بعد الموت، وافقهم الغزالي في ذلك لكنه أنكر عليهم قولهم استحالة بعث الأجساد.
كون المسألة لا يمكن الاستدلال عليها بالعقل بل بالشرع ومن المهم أن تكون للإنسان في المعاد الأخروي آلة جسمانية تمكنه من الشعور الحسي باللذائذ والآلام حتى يكون لكل من الثواب والعقاب معنى وهنا الغزالي يتبع المنهج الكلامي في القبول بالحشر الجسدي من كونه موضوع إيماني لا عقلي استدلالي.

معرفة الله والاستدلال عليه:

يميز الغزالي في معلافة الله بين نوعين من الاستدلال؛ الأول هو منهج الضعفاء وعوام الناس ، فهم الذين يعتمدون على عقلهم وعلى الشرع بحيث يسلكون طريق معرفة الصانع من خلال تأمل صنعته، السير يكون من الخلق لمعرفة الخالق بينما الثاني هو منهج الخواص فهم الذين تكون معرفتهم بالله هي دليلهم لمعرفة خلقه وهذه هي المعرفة الصوفية معلافة الصديقين القائمة على الذوق والمشاهدة.

الطريق الأول:

يقول الغزالي: " إن الحادث لا يستغني في حدوثه عن سبب يحدثه، والعالم حادث فإذن لا يستغني في حدوثه عن السبب"ويبرهم الغزالي على أن الله قديم إذ لو كان حادثا لافتقر إلى محدث، وافتقر المحدث إلى محدث آخر، وهكذا إلى ما لا نهاية وإذن لا بد من الانتهاء إلى محدث قديم ى يجوز عليه العدم لثبوت قدمه، فهو صانع العالم ومحدثه ومبدعه/ وفي صفاته يثبت الغزالي لله صفات قديمة وهي سبعة: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام. وهو من عقائد الأشعرية إذ يرفض الغزالي نظرية الفلاسفة التي تقر بأن الصفات عين الذات.

طرق المعرفة

طرق المعرفة عند الغزالي تتمثل في طريقين طريق النظر الفكري ويعتمد على الحس والعقل وهنا يجيز الغزالي استعمال المنطق لأنه سبيل تحصيل العلم الموصل إلى السعادة.

أما الطريق الثاني:

هو طريق الذوق والكشف الصوفي، يعتمد هذا السبيل على مجاهدة النفس وتزكيتها لغرض صقل مرآة القلب حتى تستعد لتلقي العلوم والمعارف اللدنية، وهذه هي معرفة الخواص الواصلين.
يميز الغزالي بين وحي الأنبياء وإلهام الأولياء، فالأنبياء يتلقون علمهم من مشكاة العقل الكلي أما الأولياء فيتلقون معارفهم من مشكاة النفس الكلية، وهذين المصدرين هما مرتبتين وجوديتين نظرت لهم الفلسفى الأفلاطونية المحدثة التي تجعل العقل الكلي ى واسكة بينه وبين الواحد وأن النفس الكلية تفيض عن العقل الكلي، وهذ الذي يصطلح عايه في الأدبيات الدنية في الإسلام بالقلم واللوح المحفوظ، لأن القلم رتبته العقل الكلي واللوح المحفوظ رتبته النفس الكلية.

الغزالي وفكرة السببية:

في السببية بين الأشياء يرفض حجة الإسلام مبدأ الضرورة الحاكم بين الأسباب ومسبباتها يقول: "الاقتران بين ما يعتقد في العادة سبباً وما يعتقد مسبباً ليس ضرورياً عندنا بل كل شيئين ليس هذا ذاك ولا ذاك هذا، ولا إثبات أحدهما متضمن لإثبات الآخر ولا نفيه متضمن لنفي الآخر، فليس من ضرورة وجود أحدهما وجود الآخر ولا من ضرورة عدم أحدهما عدم الآخر مثل الري والشرب والشبع والأكل والاحتراق ولقاء النار".
فحدوث آثار عن أسبابها ليس ضروريا بما يعني يمكن صدور أثرين مختلفين عن سبب واحد، ما يعني غيلب اللزوم المنطقي بين الأثر وسببه والاعتقاد بالضرورة بين الأسباب ومسبباتها ليس من طبيعة الأشياء بل هو راجع إلى تعود الناس تكرار حدوث أمور في الطبيعة على وتيرة واحدة، فهو يقر بوجود الاقتران بين الأشياء في حدوث بعضها عن بعض لكن ينفي وجود ضرورة عقلية أو حتى وجودية بين الأشياء مثل احتراق القطن باقترانه بالنار، فالاحتراق لم يكن بسببية من النار، بل الناس يعتقدون هذا الأمر وهو في الواقع على غير اعتقاد الناس، فلا تلازم بين المتقارنين.
يقول الغزالي: " الاحتراق في القطن مثلاً مع ملاقاة النار، فإنا نجوز وقوع الملاقاة بينهما دون الاحتراق ونجوز حدوث انقلاب القطن رماداً محترقاً دون ملاقاة النار."
نحن "نقول: فاعل الاحتراق بخلق السواد في القطن والتفرق في أجزائه وجعله حراقاً أو رماداً هو الله إما بواسطة الملائكة أو بغير واسطة، فأما النار وهي جماد فلا فعل لها."
فالصيغة العلمية الصحيحة في التعبير عن اقتران الحوادث هو القول مثلا أن الاحتراق يحدث عند وجود النار لا أن الاحتراق تم بالنار، فالشهادة تثبت اقتران النار بالقطن لا أن النار هي التي سببت احتراق القطن بما يعني أنه يمكن أن تقترن النار بالقطن ولا يحدث احتراق.
يقول الغزالي: "فما الدليل على أنها الفاعل وليس له دليل إلا مشاهدة حصول الاحتراق عند ملاقاة النار؟ والمشاهدة تدل على الحصول عنده ولا تدل على الحصول به وأنه لا علة سواه."
ويرى الغزالي أنه وفقا لهذا المفهوم: فإن الله وحده هو السبب الحقيقي. ونظرا لوقوع المعجزات، وقبول الافتراض القائل بأن الله على كل شيء قدير= فإنه لايوجد سبب حقيقي غير الله يمكنه أن يوجِب وقوع مسبَّبٍ ما، لأن من الممكن دائمًا ألا يريد الله استمرار هذا المسبَّب بعينه، أو أنه يريد نتيجةً مختلفةً تمامًا لهذا السبب. والغزالي يواجه بهذا الرأي الكثير من الفلاسفة الذين يعزون الحوادث إلى العِلل الطبيعيّة، مثل كون النار سببًا لاحتراق القطن، فهم يرون أنها السبب الوحيد والكافي لهذا التأثير. وأيضًا ضدّ أولئك من أمثال ابن سينا، الذين يقولون بأن هناك واهبًا للصور من العالم السماوي، حيث يَهب الصورة إذا توفّرت أسبابها في فلك ما تحت القمر. ويَطرح الغزالي حجّته المشهورة ضدّ هذا الرأي التي تمّت مقارنتها بحجة هيوم: وهي أن ملاحظة التتابع الزمني بين السبب والمسبَّب لا تعني وجود علاقة سببية بينهما. وضدّ هذه الرؤية الأخيرة، يقول الغزالي: إذا كانت الآثار ناتجةً عن مبادئَ عليا، فهي تعتمد في النهاية على مشيئة الله، وأن الله يمكنه فعل كل شيء إلا الممتنع لذاته. وعلاوة على ذلك، فليس من الضروري أن نفس السبب يولد نفس المسبَّب، مالم يكن السبب ذا صلة بالله نفسه.
تعليقات